في ظل منافسة شديدة في سوق العمل الذي يشهد تغيّرات كبرى وجوهرية، أصبحت كتابة السيرة الذاتية عاملًا أساسيًا لنجاحك في الحصول على الوظيفة التي تحلم بها. لم تعد السيرة الذاتية المثالية خيارًا بل حاجةً تمهّد الطريق لنجاحك، تابع 10 خطوات لبدء هذا الطريق!

الانطباع الأول: هكذا تبدأ التفكير لـ كتابة السيرة الذاتية

لا شكّ أن السؤال المستمر الذي نسمعه طوال الوقت حول كيفية كتابة السيرة الذاتية من أجل طلب وظيفة من أهم الأسئلة على الإطلاق في ظل المنافسة الحالية حول الوظائف. يجب ان نعلم هنا أنه بشكل إجمالي فإن المسؤولين في الموارد البشرية يقضون نحو 6 ثوانٍ فقط في معرفة تفاصيل عن السيرة الذاتية لكل متقدم للوظيفة المطروحة! لذلك فإن الخطوة الأولى المطلوبة هي التفكير بكيفية ترك انطباع أول رائع كي يدفع هذا الانطباع القارئ للاستمرار بمتابعة السيرة الذاتية. ويعدّ المفتاح لترك هذا الانطباع الأول المثالي يكمن في اعتماد نموذج واضح وسهل القراءة ومنظّم الأفكار وذلك ينتج بشكل أساسي عن معرفة المتقدم عن ظهر قلب بقدراته وامكانياته ونقاط قوته ومدى ملاءمته للوظيفة. لذلك فإن الخطوة الأولى التي يجب أن يفكر فيها كل متقدم لوظيفة هو سؤال نفسه باستمرار عن الانطباع الذي يريد تركه في السيرة الذاتية على ان يترجم لاحقًا بالخطوات الآتية الأساسية.

الشكل الصحيح في كتابة السيرة الذاتية

أصبح واضحًا ان السيرة الذاتية ذات الشكل الضعيف او غير المنسّق لن يؤدي إلا إلى عدم الاهتمام بملف توظيفك بدل ان يكون في الواقع دليلك الى الصول على الوظيفة التي تستحقها تمامًا. لذلك يجب معرفة الشكل الصحيح لكتابة السيرة الذاتية وذلك يبدأ بتقسيمها الى اقسام رئيسية:

• بداية السيرة الذاتية مع معلومات الاتصال
• تعريف شخصي عملي: هدف السيرة الذاتية أو ملخص السيرة الذاتية (نبذة عنك)
• الخبرة العملية
• المستوى التعليمي
• المهارات
• الأقسام الأخرى

ملاحظة: ان كنتَ خريجًا جامعيًا جديدًا بدون خبرة عملية كافية فإنه من الأفضل وضع خانة التعليم قبل قسم الخبرة العملية لإبراز قدراتك العلمية

نصائح ذهبية لـ كتابة السيرة الذاتية بالشكل المناسب

• اختيار خط واضح وسهل القراءة من دون أي تعقيدات كما من المفضل استخدام حجم خط 11 أو 12 بالنسبة للكلمات العادية وخط 16 الى 16 لاسمك وعناوين الأقسام
• التأكد من اعتماد نمط شكل واحد: ويتمثل ذلك بترك هامش بمسافة واحد في الجهات الأربع من السيرة الذاتية. كما يجب الانتباه لاعتماد صيغة موحدة خلال كتابة الأرقام الخاصة بالأشهر. مثلًا اعتماد: يناير أو 12 على ان ينطبق ذلك على بقية الأشهر المستخدمة
• لا تغرِق السيرة الذاتية برسوم غرافيكية معقّدة تشتت التركيز ويجب التشديد على ترك مساحة بيضاء كافية تريح العين وتسمح بالتقاط الأنفاس من قرارة سير ذاتية بشكل متتالٍ!
• الايجاز هو المفتاح للحصول على السيرة الذاتية المثالية خصوصًا وان السيرة العصرية تختلف عما كان معتمدًا سابقًا من تقديم شرح مفصل للمعلومات، لذا من الضروري اختيار المعلومات الضرورية والتي تفيد ملفّك فقط لا غير!

أسس بيانات الاتصال في كتابة السيرة الذاتية

والآن بعد أن وضعنا أسس الشكل المناسب لكتابة السيرة الذاتية حان الوقت لمعرفة تفاصيل الأقسام وكيفية إعدادها بشكل صحيح ومناسب في كيفية كتابة السيرة الذاتية من أجل طلب وظيفة. والقسم الأول هو بيانات الاتصال التي قد تظنّ أنها سهلة لكنها في الحقيقة تعدّ القسم الأهم الذي قد يسبب أي خطأ فيه استبعادك عن الوظيفة المرجوة!

عند كتابة بيانات الاتصال في السيرة الذاتية يجب ذكر:

• الاسم الكامل
• المسمى الوظيفي
• البريد الالكتروني (لا تنسَ أن يكون محترفًا)
• رقم الهاتف
• رابط حساب لينك إد
• عنوان السكن (ليس من الضروري أن يكون مفصّلًا بالكامل)

ومع أنه يبدو ظاهريًا ان بيانات الاتصال سهلة وبسيطة لكن يجدر الانتباه إليها بشكل دقيق خصوصًا حين تعلم أن العديد من مسؤولي الموارد البشرية يعمدون إلى البحث عن المرشحين للوظائف في مواقع التواصل من خلال الاسم لذلك من المفضل ان تكون حساباتك محترفة ولا تتضمن ما يخدش الحياء او يسبب حرجًا لك. وفي المقابل، فإن حسابك في لينكد إن يجب أن يتطابق تمامًا مع المعلومات الواردة في السيرة الذاتية.

هكذا تحصل على نبذة محترفة خلال كتابة السيرة الذاتية

يذهب الكثير من المتقدمين للوظائف مباشرةً بعد كتابة بيانات الاتصال الخاصة بهم إلى الخبرة العملية او المستوى التعليمي مع إهمال كتابة نبذة عنهم أو ملخص عن السيرة الذاتية. إذا أردتَ ان يتذكرك قارئ السيرة إن كان مسؤول التوظيف او مسؤول الموارد البشرية في الشركة فيجب كتابة هذه النبذة. يحتاج الأمر الى كتابة بيان شخصي يكون عبارة عن نحو 100 كلمة تختصر مسيرتك العملية والعلمية والشخصية وتعرّف عنك كمرشح لهذه الوظيفة. يمكنك التشديد على المهارات التي تعتبر أنك متمكّن منها بشكل كامل ولا تنسَ التشديد على الأهمية والقيمة الإضافية التي ستجلبها في حال تم قبولك للوظيفة الجديدة. إلى جانب ما سبق، يمكنك كتابة بعض العبارات عن التقدم الذي حققته خلال مسيرتك المهنية وأبرز إنجازاتك وأي جوائز قد تكون حصلت عليها خلال ممارستك وظيفتك.

ملاحظة: لا تغرقَ السيرة الذاتية بكلمات غير مفهومة فقط لأنها كلمات صعبة أو أدبية بل على العكس يجب اعتماد أسلوب سهل يفهمه الجميع خصوصًا وأن من يقرأ السيرة الذاتية قد يكون آتيًا من خلفية دراسية أو عملية مختلفة تمامًا عن عملك.

الخبرة العملية والإنجازات الوظيفية في كتابة السيرة الذاتية

من الواضح أن قسم الخبرة العملية هو القسم الأهم من السيرة الذاتية وهو القسم في الوقت نفسه الذي يحظى بالوقت الأكبر خلال قراءة هذه السيرة، فإن كنت تظنّ أن كتابة الخبرة العملية بشكل مثالي مهمة سهلة لعلك تريد إعادة النظر بذلك لأن ما تحتاج إليه فعليًا هو أن تظهر تميّزك وفرادتك وسبب استحقاقك دون سواك للوظيفة التي تريد شغلها. فمسؤولو الموارد البشرية لا يريدون فقط معرفة تاريخ الوظائف التي شغلتَها إنما أيضًا يريدون الحصول على معلومات عن مدى مهارك وكفاءتك خلال أدائك هذه الوظائف وأبرز الإنجازات التي تكون قد حققتها في مسار عملك.

نقاط أساسية يجب اعتمادها خلال كتابة الخبرة العملية:

• التركيز على الإنجازات المناسبة للوظيفة التي تريد التقدم إليها مع ذكر أرقام قدر المستطاع حول كيفية تحقيق تقدم في الوظيفة التي كنت تعمل بها
• من المفضل استخدام أفعال تعبّر عن النشاطات والجهود المركّزة خلال شغل الوظائف الماضية مثل “طبّقت الخطة الاستراتيجية” أو “زدت الأرباح” بدل “مسؤول عن تطبيق” او “مسؤول عن زيادة”…
• عدّل السيرة الذاتية تبعًا للوظيفة التي تريد التقدم إليها وذلك من خلال القراءة المتأنية للمتطلبات والمهارات المطلوبة. فبعد القيام بذلك يمكنك التشديد على الإنجازات السابقة أو الحالية المرتبطة بالمتطلبات حتى ولو لم تكن هذه الإنجازات هي المفضلة لديك أو أو هي فضل ما قمتَ به وذلك كي تزيد فرصة حصولك على الوظيفة.
  بشكل عام فإن الشكل النموذجي لإدراج الخبرة العملية في السيرة الذاتية كالآتي:
• المركز الوظيفي: أذكر مركزك الوظيفي خلال كل وظيفة شغلتها على أن مناسبًا للوظيفة التي تريد التقدم إليها وفق الترتيب الزمني من الاحدث الى الاقدم
• اسم الشركة وبياناتها: اذكر اسم الشركة التي تعمل أو عملت فيها وموقعها الجغرافي كما يمكن تقديم شرح مبسط في بعض الأحيان لعمل الشركة
• الإنجازات والمسؤوليات: يتضمّن المسؤوليات خلال وظائفك السابقة إلى جانب أهم الإنجازات التي حققتها بطريقة تجعلك مرشحا مثاليا للوظيفة
• تاريخ العمل: تاريخ عملك في الوظيفة وان كنت لا تتذكر التاريخ بشكل دقيق يكفي ذكر الشهر والسنة لتاريخ الانضمام والمغادرة

الطريقة الصحيحة لكتابة المستوى التعليمي في السيرة الذاتية

لا بدّ أنك تعلم أن كتابة المستوى التعليمي في السيرة الذاتية ليس صعبًا وأنت محق بذلك، لكن يجب أخذ الأمور الآتية بعين الاعتبار:

في حال كنت حاصلًا على شهادة جامعية يجب حتمًا وضعها ضمن السيرة الذاتية. ويجب ألا تذكر الشهادة الثانوية إلا في حال كانت هي الشهادة الأعلى في مستواك التعليمي.

اتبّع الترتيب الآتي لوضع بقية المعلومات:

• اسم الاختصاص أو الدرجة
• اسم الجامعة أو المؤسسة
• تاريخ تحصيل الدروس
• بعض المعلومات الاختيارية مثل مجموع التخرج (يجب إدراجه في حال كان مرتفعًا فقط)، مرتبة الشرف، الإنجازات الاكاديمية.

ملاحظة: إن كنت لا تمتلك خبرة عملية واسعة يمكنك إيلاء مزيد من الاهتمام لقسم التعليم في السيرة الذاتية وذلك عبر إيراد المزيد من التفاصيل عن خبرتك العلمية مثل عنوان بحث علمي هام قمتَ به، أو مواضيع دراستك المفضلة على أن تكون مرتبطة بالوظيفة المطلوبة، أو حتى أي إنجازات حققتها خلال دراستك.

المهارات المناسبة مفتاحك إلى كتابة السيرة الذاتية المثالية

خلال كتابة السيرة الذاتية لا بد من التركيز على سرد مهاراتك الشخصية والتقنية بشكل يضمن أن تحظى سيرتك بإعجاب المسؤولين عن اختيار المرشحين كما يجب الانتباه الى الآلية التي أصبحت متبعة في العديد من الشركات لتفنيد السير الذاتية المرسلة وهي تقنية ATS أي أنظمة تتبع المتقدمين التي تبحث عن محتوى السيرة الذاتية وإذا ما كانت متلائمة مع متطلبات الوظيفة.

لذلك يجب اعداد قائمة مميزة بالمهارات لتساعدك في تخطي هذه المرحلة من مسار التوظيف.

اما أبرز هذه المهارات فهي:

• مهارات التواصل: قد تتضمن مهارات اجتماعية، مهارات الاستماع، التواصل غير اللفظي، مهارات العامل مع الآخرين
• مهارات تقنية: مهارات أداء مهمات محددة مثل مهارات الكمبيوتر او المهارات الكتابية مثلاً
• مهارات مرتبطة بالوظيفة: مهارات متخصصة تطلبها الشركة التي تريد التقدم إليها
• مهارات إدارية او قيادية: القدرة على ان تكون مديرًا جيدًا او قائدًا او مشرفًا
• مهارات فكرية: القدرة على اتخاذ قرارات وابتكار الأفكار وأخذ المبادرة. وتتضمن القدرات التحليلية وحل المشكلات
• مهارات تنظيمية: القدرة على التنظيم والتخطيط والمبادرة

هكذا تعبّر عن اهتماماتك في كتابة السيرة الذاتية

ان كنت تريد إضافة بعض الاثارة الى سيرتك الذاتية فإن هذا القسم متاح لتظهر ابداعاتك او قدرتك على التغيير او فرادتك في التفكير من خلال ذكر هواياتك المفضلة او الاهتمامات التي تقوم بها في أوقات فراغك! وتتراوح هذه الاهتمامات حسب ما تريده أنت فعلًا إذ يجب ان تكون صادقًا بشكل كامل فربّما أراد الشخص الذي يريد أن يقابلك في مرحلة لاحقة الحديث عن اهتمام مشترك بينكما. إلى ذلك، يمكن إدراج خبرتك التطوعية بما يدلل على روح المشاركة والعطاء لديك. ومن الأقسام الأخرى في السيرة الذاتية هي قسم اللغات إذ أي معرفتك بأي لغة إضافية تصب في مصلحتك حتمًا. يجب كتابة اللغة وبعدها مستوى إجادتك لها: اللغة الأم، ممتاز، جيد جدا، متوسط، معرفة أساسية.

خطاب تعريفي جذاب يكمّل السيرة الذاتية

لا شك ان التقدم بطلب توظيف يحتاج الى عاملين أساسيين: السيرة الذاتية المثالية الى جانب خطاب تعريفي جذاب. تعدّ القاعدة الذهبية لكتابة خطاب تعريفي جذاب معرفة الهدف منه! اشرح عند كتابة الخطاب التعريفي عن السبب الذي يدفعك الى الرغبة بالانضمام الى الشركة وما هو العنصر الذي تتطلع إليه عند تولي هذه الوظيفة بالتحديد وكيف تستطيع تحقيق النجاح فيها.

لم تعد السيرة الذاتية خيارًا بل حاجةً تمهد طريق نجاحك، تابع 10 خطوات لكتابة السيرة الذاتية المثالية!

مقالات ذات صلة